يا عام لا تقرب مساكننا فنحن هنا طيوف
|
من عالم الأشباح, يُنكرُنا البشر
|
ويفر منّا الليل والماضي ويجهلنا القدر
|
نحن الذين نسير لا ذكرى لنا
|
لا حلم, لا أشواقُ تُشرق, لا مُنى
|
تلك البحيرات الرواكدُ في الوجوه الصامتهْ
|
نحن العراة من الشعور, ذوو الشفاه الباهتهْ
|
الهاربون من الزمان إلى العدمْ
|
نحن الذين نعيش في ترف القصورْ
|
نحيا ولا نشكو, ونجهلُ ما البكاءْ
|
ما الموت, ما الميلاد, ما معنى السماء
|
**
يا عامُ سرْ, هو ذا الطريقْ
|
يلوي خطاكَ, سدًى نؤمل أن تُفيقْ
|
نحن الذين لهم عروق من قصبْ
|
بيضاءُ أو خضراء نحن بلا شعورْ.
|
الحزن نجهله ونجهل ما الغضب
|
ما قولُهم إنّ الضمائر قد تثور
|
ونود لو متنا فترفضنا القبور
|
يومًا إلينا دربه كالآخرين
|
لو أننا كنا نؤرخ بالسنين,
|
لو أننا كنا نقيَّد بالمكانْ
|
لو أن أبواب القصور الشاهقات
|
كانت تجيءُ قلوبَنا بسوى الهواء,
|
لو أننا كنا نسير مع الحياةْ
|
أواه لو كنا نحسّ كما يحس الآخرونْ
|
وتنالنا الأسقام أحيانًا وينهشنا الألم
|
لو أنَّ ذكرَى أو رجاء أو ندم
|
يومًا تسدُّ على بلادتنا السبيلْ
|
لو أن راحتنا يعكّرها رحيل
|
أو صدمة أو حزن حب مستحيل.
|
|
|